غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
انتهت الجولة الصحفية التي نظمها ديوان رئاسة الوزراء في حكومة تسيير الأعمال برئاسة إسماعيل هنية، الأربعاء (19/3)، والتي بدأت في تمام الساعة العاشرة صباحاً، حيث شارك في الجولة قرابة عشرين صحفياً أجنبياً من وكالات أنباء وصحف ومؤسسات إعلامية وقنوات إذاعية وتلفزيونية كلها أجنبية، حيث انطلقت الحافلة التي أقلّت الصحفيين الأجانب من معبر بيت حانون "إيرز" شمال قطاع غزة برفقة وفد من ديوان رئيس الوزراء. تجول الصحفيين الأجانب في محافظة الشمال
وبدأت الجولة الصحفية - التي رافقها مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" - بزيارة الصحفيين الأجانب لبعض المناطق في محافظة شمال قطاع غزة، حيث تجول الصحفيون في منطقة عزبة عبد ربه مروراً بجبل الكاشف ونقابة العمال، وكذلك قاموا بزيارة بعض عوائل الشهداء الذين استشهدوا نتيجة القصف الصهيوني، حيث زار الوفد منزل عائلة دردونة والبيوت المجاورة وشاهدوا بعيونهم مكان ارتكاب المجزرة الصهيونية هناك والتي راح ضحيتها أربعة من الأطفال دفعة واحدة بصاروخ صهيوني.
وقابل الوفد والدة أحد الشهداء وشرحت لهم فصول المجزرة الرهيبة التي ارتكبت هناك، فيما عبر الأهالي والمواطنون هناك بانفعال عن رفضهم للجرائم الصهيونية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني والتي طالت الحجر والشجر والإنسان كما قالوا. مشاهدة ركام مقر نقابة العمال
وتفقد الصحفيون الأجانب الركام الذي تبقى من مقر نقابة العمال والذي دمرته طائرات الاحتلال الصهيوني عن بكرة أبيه، وعاينوا المشهد وشرعوا وقتها بالتقاط بعض الصور الفوتوغرافية ولقطات الفيديو للركام والدمار وللأوراق التي بقيت من النقابة المذكورة، وقد بانت ملامح الاستغراب من الدمار الهائل الذي خلفه الاحتلال وطائراته وآلته العسكرية الصهيونية. معاينة مكان جريمة اغتيال الطفل البرعي
ولما وصل الصحفيون الأجانب إلى مدينة غزة، شاهدوا الدمار الواسع الذي خلفه القصف الصهيوني لوزارة الداخلية، كما ودخلوا منزل عائلة الشهيد الرضيع محمد البرعي (خمسة أشهر) الذي استشهد نتيجة القصف الصهيوني حيث استشهد بينما كان بين أحضان والديه، وشرح والد الشهيد البرعي للصحفيين الأجانب فصول الجريمة الصهيونية التي ارتكبت في بيته أمام صمت العالم.
وفي الجولة الصحفية شاهد الصحفيون أيضا مبنى مجلس الوزراء الفلسطيني الذي تعرض للقصف الصهيوني كما وشاهدوا القصف الصهيوني للمبنى القديم لوزارة الداخلية، فيما ظهرت الدهشة على وجوه الصحفيين نتيجة صدمتهم بمشاهد الدمار الذي خلفه القصف الصهيوني. زيارة مستشفى الشفاء ومشاهدة المصابين
ولم تتوقف الجولة الصحفية إلى هنا؛ بل زار الوفد المكون من قرابة عشرين صحفياً أجنبياً، مستشفى الشفاء، وتجولوا بين أقسامه وشاهدوا داخل غرفة العناية المركزة بالمستشفى الحالات الخطيرة التي أصيبت جراء القصف الصهيوني.
وشرح مدير مستشفى الشفاء الدكتور حسن خلف حالة المصابين للصحفيين الأجانب وبين لهم الجرائم الصهيونية التي ترتكبها قوات الاحتلال بآلتها الحرب، كما تجول الصحفيون في بعض الأقسام وجلسوا في جلسة ختامية لزيارة المستشفى مع وزير الصحة الدكتور باسم نعيم حيث شرح لهم الوزير نعيم الحالة المأساوية التي يعيشها الوضع الصحي في قطاع غزة، وكيف أن الحصار الصهيوني أثر بشكل مباشر على وفاة الكثير من المواطنين بسبب الإجراءات التعسفية التي تمارسها قوات الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة، خاصة آثار الحصار وإغلاق المعابر على الوضع الصحي في قطاع غزة، ومنع المواطنين والمرضى والمصابين من السفر لتلقي العلاج في المستشفيات الخارجية، وكذلك منع قوات الاحتلال لدخول الأدوية للمرضى والمصابين، الأمر الذي أدى إلى وفاة عدد كبير من المواطنين. بحسب الوزير. زيارة مقبرة المصانع الفلسطينية
وكان الوفد الصحفي الأجنبي قد زار مقبرة المصانع الفلسطينية التي ترقد في ساحة الكتيبة بالقرب من مجمع أنصار، حيث التقوا هناك بالدكتور النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار.
وأوضح لهم الحالة الاقتصادية السيئة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، معلقاً على تدمير الاحتلال لكافة مقومات الحياة الاقتصادية في القطاع، وكذلك تدمير الاحتلال لمقومات عمل المصانع الفلسطينية بمنع دخول المواد الخام لنهوضها وإنتاجها.
وشاهد الصحفيون القبور الرمزية التي تعبر عن إعدام المصانع الفلسطينية في قطاع غزة، وكان أصحاب المصانع المتضررة متواجدين في المكان، حيث شرحوا هم الآخرين سوء الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة جرّاء الحصار والإغلاق الصهيوني الخانق على قطاع غزة، كما واستعرضوا الخسائر الفادحة الناتجة عن سياسة الحصار والإغلاق التعسفيتين ضد قطاع غزة. مشاهدة معرض المحرقة وقبل ختام الجولة الصحفية الأجنبية؛ زار الوفد معرض المحرقة والمؤتمر الصحفي الذي عقده الأطفال الفلسطينيين أمام مقر الأمم المتحدة، وشاهد الوفد بعض الفعاليات التي نفذها الأطفال والتي بينوا خلالها كيف يتم إعدامهم بالآلة العسكري الصهيونية. وفي كلمة قصيرة لطاهر النونو الناطق باسم الحكومة الفلسطينية فقد عبر النونو عن سعادة الحكومة البالغة بزيارة الوفد الصحفي الأجنبي لقطاع غزة وتمنى عليهم أن ينقلوا ما شاهدوه من دمار وتخريب بأمانة إلى شعوبهم عبر وسائل الإعلام المختلفة.
كما واستعرض النونو بعض المستجدات على الساحة الفلسطينية، كالحوار بين حركتي حماس وفتح، وتناول موضوع التهدئة وبين وجهة نظر الحكومة بخصوصها وشكر الوفد الصحفي الأجنبي. توزيع رزمة إحصائيات على الصحفيين الأجانب
وفي نهاية الجولة الصحفية؛ وزّعت الدائرة الإعلامية بديوان رئيس الوزراء رزمة إعلامية على الصحفيين الأجانب قبل مغادرتهم لقطاع غزة باللغتين العربية والإنجليزية، تضمنت إحصائيات خاصة بأعداد الشهداء والجرحى والإصابات نتيجة القصف الصهيوني، بحسب فئات العمر والسن والذكور والإناث، وكذلك إحصائيات تتعلق بنوع السلاح الذي استخدمته قوات الاحتلال الصهيوني أثناء المحرقة في قطاع غزة، وأيضا إحصائية خاصة بمكان الإصابات في الجسم.
كما وتضمنت الرزمة إحصائيات خاصة بأضرار المباني الناتجة عن الاعتداءات الصهيونية خلال شهر شباط (فبراير) 2008 وخلال المحرقة الصهيونية في قطاع غزة، وكذلك إحصائيات خاصة بعدد المنازل التي دمرتها الآلة العسكرية الصهيونية، ومباني المؤسسات والوزارات الحكومية والمساجد والورش والمصانع وأيضا إحصائيات خاصة بأضرار الطرق والبنية التحتية |